٨٠٩ - المستدرك (٣/ ٦٢٦): أخبرنا أبو جعفر البغدادي، ثنا أبو علاثة، حدثني أبي، ثنا محمد بن سلمة الحراني، عن بكر بن خنيس، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده قال: كانت في نفسي مسألة قد أحزنني أني لم أسأل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عنها، ولم أسمع أحداً يسأله عنها، فكنت أتحيّنه، فدخلت عليه ذات يوم وهو يتوضأ، فوافقته على حالتين كنت أحب أن أوافقه عليهما: وجدته فارغاً، وطيب النفس، فقلت: يا رسول الله، أتأذن لي أن أسألك؟ قال: "نعم، سل عما بدا لك"، قلت: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: "السماحة والصبر"، قلت: فأي المؤمنين أفضل إيماناً؟ قال: "أحسنهم خلقاً"، قلت: فأي المسلمين أفضلهم إسلاماً؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده"، قلت: فأي الجهاد أفضل؟ فطأطأ رأسه، فصمت طويلًا حتى خفت أن أكون قد شققت عليه، وتمنيت أن لم أكن سألته وقد سمعته بالأمس يقول: "إن أعظم المسلمين في المسلمين جرماً لمن سأل عن شيء لم يحرم عليهم، فحرم عليهم من أجل مسألته"، فقلت: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فرفع رأسه، فقال:"كيف قلت؟ " قلت: أي الجهاد أفضل؟ فقال: "كلمة عدل عند إمام جائر". =