ولست أعلم وجه تفريق ابن حجر في الحكم على هذين الراويين، فيقول عن أحدهما: "مقبول"، وعن الآخر: "مجهول"، مع أن كلاً منهما قال عنه ابن المديني: مجهول، وذكره ابن حبان في ثقاته. وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحبهما أحبني" و: "من أبغضهما أبغضني"، فيشهد له حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عن الحسن والحسين: "من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني". أخرجه الِإمام أحمد في المسند (٢/ ٤٤٠)، وفي الفضائل (٢/ ٧٧٧ رقم ١٣٧٦). والبزار في مسنده (٣/ ٢٢٧رقم ٢٦٢٧). كلاهما من طريق جعفر بن إياس، عن عبد الرحمن بن مسعود، عن أبي هريرة، به. قال الهيثمي في المجمع (٩/ ١٧٩): "رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف". ورواه الِإمام أحمد أيضاً في الفضائل (٢/ ٧٧٨رقم١٣٧٨). وابن ماجه في سُننه (١/ ٥١رقم ١٤٣) من فضل الحسن والحسين من المقدمة. كلاهما من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة، به. قال البوصيري في الزوائد (١/ ٢١): "إسناده صحيح، رجاله ثقات". وعليه فهذه الجملة الأخيرة صحيحة، وبقية الحديث باق على ضعفه، والله أعلم.