وعبد الصمد بن الفضل، قال الذهبي في الميزان (٢/ ٦٢١رقم٥٠٧٧): "عن ابن وهب، له حديث يستنكر، وهو صالح -إن شاء الله -"، ومثله في المغني (٢/ ٣٩٦رقم ٣٧١٥)، وفي الديوان (ص ١٩٤ رقم ٢٥٤٤) قال: "عن ابن وهب، في: (دبر النساء)، لا يصح". وقال ابن حجر في اللسان (٤/ ٢٢رقم ٥٩): "في ثقات ابن حبان: عبد الصمد بن الفضل بن موسى بن هانيء بن مسمار، أبو يحيى البَلْخي، يروي عن عبيد الله بن موسى، روى عنه أهل بلده، مات سنة (٢)، أو سنة ثلاث وثمانين ومائتين، فما أدري هو ذا، أم غيره؟. اهـ. قلت: أظنه هو، فإنه في طبقته، وهذا المذكور في ثقات ابن حبان هو الذي في إسناد الحاكم؛ لأنه بَلْخي، وشيخ الحاكم هو بكر بن محمد الصَّيْرفي، الدُّخَمْسيني، أبو أحمد، وفي ترجمته في الأنساب للسمعاني (٥/ ٣٢٤) ذكر أنه سمع ببلخ من عبد الصمد بن الفضل، وأحمد بن الحسين، وعبد الصمد بن غالب البَلْخيين. والصيرفي هذا ذكره السمعاني في الموضع السابق، وقال: "كان فاضلاً عالماً مسناً، وذكر أن الحاكم قال في تاريخ نيسابور: "محدث خراسان في عصره"، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (١٥/ ٥٥٤ - ٥٥٥ رقم ٣٣٠)، وقال: " المحدِّث، الرحَّال، الِإمام ... ، ما علمت أن به بأساً". اهـ. وهذا الحديث مداره على عبد الله بن يزيد المقري، ورواه عنه عبد الصمد بن الفضل هذا عند الحاكم، والِإمام أحمد في الفضائل، واختلفا عليه، فعبد الصمد رواه عن عروة بن الزبير، عن أبيه، مرفوعاً، والِإمام أحمد رواه عن عروة مرسلاً، ولم أجد من أخرج الحديث سوى الِإمام أحمد، والحاكم رغبة في الاستيضاح، فإن سلمت نسخة الفضائل من السقط، فتكون رواية الِإمام أحمد أرجح؛ لحفظه، وإتقانه، وإمامته، فيكون الصواب في الحديث الإرسال، والله أعلم. =