وله شاهد من حديث بنت المسور تقدم برقم (٦٩١)، وشاهد آخر من حديث أم سلمة -رضي الله عنها-، يرويه محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين، عن عوف بن الحارث، عنها -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لأزواجه: "إن الذي يحنو عليكن بعدي لهو الصادق البارّ، اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة". أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ١٣٢). والِإمام أحمد في المسند (٦/ ٢٩٩) واللفظ له. وابن أبي عاصم في السنَّة (٢/ ٦١٥رقم ١٤١٢ و ١٤١٣) من طريقين عن ابن إسحاق، به، إلا أن لفظ أحد الطريقين قال: "إن أمركن لما يهمني، فلا يحنوا عليكن إلا الصابرون"، ثم يقول: "سقى الله أباك من سلسبيل الجنة". وهذه الطريق جاء فيها أن الراوي عن أم سلمة هو: عوف بن مالك الأشجعي، وهذا خلاف الروايات الأخرى. وأخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ٣١١) وقال: "قد صحح الحديث عن عائشة وأم سلمة"، ووافقه الذهبي. والحديث في سنده محمد بن إسحاق بن يسار، وهو صدوق ومدلس من الرابعة كما تقدم في الحديث (٥٧٥)، وقد عنعن هنا، فالحديث ضعيف لعنعنته، وهو بمجموع الطرق التي تقدم ذكرها صحيح لغيره، والله أعلم.