والراوي عن عمرو هذا هو أبو شهاب عبد ربه بن نافع الكناني، الحنَّاط -بمهملة، ونون-، نزيل المدائن، وهو صدوق، وروى له الشيخان -كما في الكاشف (٢/ ١٥٤رقم ٣١٦٦) -، فقد وثقه ابن معين، والبزار، وابن سعد، وزاد: "كثير الحديث"، وابن نمير، وزاد: "صدوق"، والعجلي، وقال مرة: "لا بأس به"، وقال الإمام أحمد: "ما علمت إِلا خيراً، وفي رواية قال: "ما بحديثه بأس"، وقال ابن خراش، والخطيب: "صدوق"، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وقال يعقوب بن شيبة: "كان ثقة، وكان كثير الحديث، وكان رجلاً صالحاً لم يكن بالمتين، وقد تكلموا في حفظه"، وقال الساجي: "صدوق يهم في حديثه"، وكذا قال الأزدي، وزاد: "يخطيء"، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالحافظ عندهم، وأما يحيى بن سعيد القطان، فإنه لم يرض أمره، وقال: "لم يكن بالحافظ"، ولما ذكر للإمام أحمد قوله هذا، لم يرض به، ولم يقرَّ به. اهـ. من الجرح والتعديل (٦/ ٤٢رقم ٢١٧)، وتاريخ بغداد (١/ ٣٦)، والتهذيب (٦/ ١٢٨ - ١٣٠رقم ٢٦٩). أقول: الراجح من حال أبي شهاب أنه صدوق كما تقدم، وهو قول ابن خراش، وهو الذي اختاره الخطيب، ويقرب منه قول الإمام أحمد: "ما بحديثه بأس"، وهو الذي رجحه الذهبي في الكاشف، ويقرب منه قوله في الميزان (٢/ ٥٤٤رقم٤٨٠٠): "صدوق في حفظه شيء"، وكذا قال في "من تكلم فيه وهو موثق"، (ص ١١٦ رقم ٢٠١)، بمعنى أنه حسن الحديث عنده، فقد قال في المقدمة (ص ٢٧) عن الرواة المذكورين في هذا الكتاب: "فهؤلاء حديثهم إن لم يكن في أعلى مراتب الصحيح، فلا ينزل عن رتبة الحسن، اللهم إلا أن يكون للرجل منهم أحاديث تستنكر عليه، وهي =