وأما الرواية التي أخرجها عبد الرزاق، فهي من طريق أبي بكر الهذلي، واسمه سلمى بن عبد الله، وقيل غير ذلك، وهو إخباري متروك الحديث./ الكامل لابن عدي (٣/ ١٦٧ - ١١٧٢)، والتهذيب (١٢/ ٤٥ رقم ١٨٠)، والتقريب (٢/ ٤٠١ رقم ٩٤). الحكم على الحديث: الحديث ضعيف بهذا الإسناد لانقطاعه. والطريق الأخرى ضعيفة جداً لشدة ضعف أبي بكر الهذلي. وأصل الحديث في الصحيح بغير هذا السياق. فقد أخرج البخاري في صحيحه (٨/ ٧٣٤ - ٧٣٥ رقم ٤٩٧٠) في التفسير، باب قوله: "فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً"، من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا، ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعا ذات يوم، فأدخله معهم، فما رُئيتُ (بضم الراء، وكسر الهمزة، وفي رواية: أريته، بتقديم الهمزة)، أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم. قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)} [النصر: ١]؟ (الآية ١ من سورة النصر). فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله، ونستغفره إذا نُصرنا وفُتح علينا، وسكت بعضهم، فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلمه له، قال: (إذا جاء نصر الله والفتح)، وذلك علامة أجلك، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (٣)} [النصر: ٣ - ٣] (الآية ٣ من السورة السابقة). فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول.