للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فالزهري ولد سنة خمسين للهجرة، وقيل بعد ذلك، وعمر -رضي الله عنه- توفي سنة ثلاث وعشرين -كما في التهذيب (٧/ ٤٤١) و (٩/ ٤٥٠)، ومنه يتضح أن رواية الزهري عن عمر منقطعة.
وأما الرواية التي أخرجها عبد الرزاق، فهي من طريق أبي بكر الهذلي، واسمه سلمى بن عبد الله، وقيل غير ذلك، وهو إخباري متروك الحديث./ الكامل لابن عدي (٣/ ١٦٧ - ١١٧٢)، والتهذيب (١٢/ ٤٥ رقم ١٨٠)، والتقريب (٢/ ٤٠١ رقم ٩٤).
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الإسناد لانقطاعه.
والطريق الأخرى ضعيفة جداً لشدة ضعف أبي بكر الهذلي.
وأصل الحديث في الصحيح بغير هذا السياق.
فقد أخرج البخاري في صحيحه (٨/ ٧٣٤ - ٧٣٥ رقم ٤٩٧٠) في التفسير، باب قوله: "فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً"، من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم تدخل هذا معنا، ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعا ذات يوم، فأدخله معهم، فما رُئيتُ (بضم الراء، وكسر الهمزة، وفي رواية: أريته، بتقديم الهمزة)، أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم. قال: ما تقولون في قول الله تعالى:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)} [النصر: ١]؟ (الآية ١ من سورة النصر).
فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله، ونستغفره إذا نُصرنا وفُتح علينا، وسكت بعضهم، فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلمه له، قال: (إذا جاء نصر الله والفتح)، وذلك علامة أجلك، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (٣)} [النصر: ٣ - ٣] (الآية ٣ من السورة السابقة).
فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول.

<<  <  ج: ص:  >  >>