هكذا رواه مسلم مقلوباً، على أن القائل هو عبد الله بن جعفر، وأنه الذي لم يُحمل. وقد رواه الإمام أحمد في المسند (١/ ٢٠٣) عن ابن عليَّة، فبيَّن سبب الوهم، ولفظه: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر إذ تلقَّينا رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- أنا، وأنت، وابن عباس؟ قال: نعم، قال: فحملنا وتركك. قال الإمام أحمد: وقال إسماعيل مرة: أتذكر إذ تلقَّينا رسول الله -صلى الله - عليه وسلم- أنا، وأنت، وابن عباس، فقال: نعم، فحملنا وتركك. فرواية الإمام أحمد هذه أوضحت أن الِإشكال من بعض الرواة، فمنهم من يحذف: (قال)، ومنهم من يثبتها. وقد روى الحديث البخاري في صحيحه (٦/ ١٩١رقم ٣٠٨٢) في الجهاد، باب استقبال الغزاة، من طريق يزيد بن زريع، وحميد بن الأسود، كلاهما عن حبيب بن الشهيد، عن ابن أبي مليكة، قال ابن الزبير لابن جعفر -رضي الله عنهم-: أتذكر إذ تلقَّينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا، وأنت، وابن عباس؟ قال: نعم، فحملنا وتركك. هكذا رواه البخاري على أن القائل هو ابن الزبير، وأنه الذي لم يُحمل، وتطرق لهذا الاختلاف الحافظ ابن حجر في الفتح (٦/ ١٩٢) ورجح رواية البخاري هذه على رواية مسلم، ونقل عن القاضي عياض -رحمه الله- هذا الترجيح أيضاً. =