دراسة الإسناد: الحديث سكت عنه الحاكم وأعلّه الذهبي بقوله: "إسناده مظلم"، على عادته في الحكم على الإسناد الذي فيه مجاهيل. وهذا الإسناد فيه موسى بن محمد الحجبي، وأمه، وأم عبد الرحمن بنت أبي سعيد الخدري، وجميعهم لم أجد من ذكرهم. أما الطريق التي رواها ابن السكن، وأبو نعيم في المعرفة، ففي سندها رُبَيْح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، وهو مقبول./ الكامل لابن عدي (٣/ ١٠٣٤ - ١٠٣٥)، والتهذيب (٣/ ٢٣٨ رقم٤٦٠)، والتقريب (١/ ٢٤٣رقم ٣٠). والراوي عن ربيح هو مصعب بن الأسقع، وهو مجهول، ذكره البخاري في تاريخه (٧/ ٣٥٧ رقم ١٥٢٨) وسكت عنه، وبيّض له ابن أبي حاتم (٨/ ٣٠٧رقم ١٤٢٤)، وذكره ابن حبان في ثقاته (٩/ ١٧٤)، ولم يذكروا أنه روى عنه سوى موسى بن يعقوب الزمعي. وموسى بن يعقوب الزمعي هذا الذي يروي الحديث عن مصعب تقدم في الحديث (٤٩٣) أنه صدوق سيء الحفظ. وأما الطريق التي أخرجها سعيد بن منصور، والبيهقي، عن عمر بن السائب، ذكر الحديث بلاغاً، فمنقطعة؛ لأن عمر بن السائب لم يفصح باسم من بلّغه الحديث. الحكم على الحديث: الحديث يتوقف الحكم عليه على معرفة حال موسى الحجبي، وأمه، وبنت أبي سعيد، حيث لم أجد لهم ترجمة. وأما الطريق الأخرى التي يرويها رُبَيْح، عن أبيه، عن جده، فضعيفة جداً؛ لجهالة حال ربيح، وجهالة مصعب بن الأسقع، وضعف موسى الزمعي من قبل حفظه. وأما الطريق التي رواها عمر بن السائب فضعيفة للانقطاع المتقدم بيانه، والله أعلم.