للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= مسلم، ثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- قال: إن الله تبارك وتعالى لما أراد هدى زيد بن سعنة قال زيد بن سعنة: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- حين نظرت إليه إلا شيئين، لم أخبرهما منه هل يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً فكنت الطف به لئن أخالطه فاعرف حلمه من جهله قال زيد بن سعنة فخرج رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يوماً من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فأتاه رجل على راحلته كالبدوي فقال: يا رسول الله إن بصرى قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الِإسلام، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغداً وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإِسلام طمعاً كما دخلوا فيه طمعاً فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت فنظر إلى رجل وإلى جانبه أراه علياً -رضي الله عنه- فقال يا رسول الله ما بقي منه شيء قال زيد بن سعنة فدنوت إليه فقلت يا محمد هل لك أن تبيعني تمراً معلوماً من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا فقال لا يا يهودي، ولكن أبيعك تمراً معلوماً إلى أجل كذا وكذا ولا اسمي حائط بني فلان، فقلت: نعم، فبايعني فأطلقت همياني فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا فأعطاها الهرجل فقال اعدل عليهم وأعنهم بها فقال زيد بن سعنة فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه ونظرت إليه بوجه غليظ فقلت له ألا تقضيني يا محمد حقي فوالله ما علمتم يا بني عبد المطلب سيء القضاء مطل ولقد كان لي بمخالطتكم علم ونظرت إلى عمر فإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم رماني ببصره فقال يا عدو الله أتقول لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما أسمع وتصنع به ما أرى فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر قوته لضربت بسيفي رأسك ورسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة وتبسم ثم قال: يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن =

<<  <  ج: ص:  >  >>