دراسة الإسناد: الحديث صححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله: "فيه زمعة بن صالح، وما روى له إلا مسلم مقروناً بآخر معه". وزمعة هذا هو ابن صالح الجَنَدي، أبو وهب اليماني، وتقدم في الحديث (٦٠٩) أنه ضعيف، وحديثه عند مسلم مقرون بآخر. وأما الطريق الأخرى التي أخرجها الطبراني، فتقدم قول الهيثمي: "فيه من لم أعرفهم". أقول: في سنده أبو عبد الرحمن وأبوه، ولم أعرفهما. وفي سنده عثمان بن طلحة الزبيري، أو الزهيري القزويني، قال عنه ابن حجر: "لا يُدرى من هو؟ "./ اللسان (٥/ ٢١٤رقم ٧٤٩ في ترجمة محمد بن العباس). والراوي عنه يعقوب بن محمد الزهري وتقدم في الحديث (٦٢٢) أنه صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء. الحكم على الحديث: الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف زمعة بن صالح. وأما الطريق الأخرى فضعيفة جداً للعلل المذكورة في دراسة الإسناد. وأما قول أم سلمة -رضي الله عنها-: كانت أحب الناس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أباها -تعني عائشة-، فصحيح، وتقدم في الحديث السابق رقم (٨١٧)، والله أعلم.