وأما حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه -، فيرويه راشد أبو محمد الحماني، عن شهر بن حوشب، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتسع: "لا تشرك بالله شيئاً، وإن قطعت، أو حرقت. ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمداً، ومن تركها متعمداً برئت منه الذمة. ولا تشربن الخمر، فإنها مفتاح كل شر. وأطع والديك، وإن أمراك أن تخرج من دنياك فآخرج لهما. ولا تنازعن ولاة الأمر؛ وإن رأيت أنك أنت. ولا تَفْرُر من الزحف؛ وإن هلكت وفرّ أصحابك. وأنفق من طولك على أهلك، ولا ترفع عصاك على أهلك، وأخفهم في الله عز وجل". أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١/ ٧٧ - ٧٨ رقم ١٨) باب بر الوالدين ما لم يكن معصية، واللفظ له. وأخرجه ابن ماجه (٢/ ١٣٣٩ رقم٤٠٣٤) في الفتن، باب الصبر على البلاء إلا أنه لم يذكر بقية الحديث من قوله: "وأطع والديك ... " الخ. وأخرجه الطبراني في الكبير بنحوه -كما في المجمع (٤/ ٢١٦ - ٢١٧) -، إلا أنه قال: "أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبع"، مع أن لفظه نحو لفظ البخاري، ثم قال الهيثمي عقبه: "فيه شهر بن حوشب، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات". قلت: شهر بن حوشب تقدم في الحديث (٦١٤) أنه صدوق، إلا أنه كثير الإرسال والأوهام، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف لأجله. وأما حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- فلفظه: أوصاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبع خلال. قال: "لا تشركوا بالله شيئاً، وإن قطعتم وحرقتم وصلبتم. ولا تتركوا الصلاة (متعمدين)، فمن تركها متعمداً فقد خرج من الملة. ولا تركبوا المعصية؛ فإنها سخط الله. ولا تشربوا الخمر؛ فإنها رأس الخطايا كلها. ولا تفروا من الموت، وإن كنتم =