وأما حديث برة بنت أبي تجراة فأخرجه الواقدي في المغازي (٢/ ١٠٩٩) فقال: حدثني علي بن محمد، عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه، عن برة بنت أبي تجراة، قالت: فذكره بنحوه. وهذا إسناد ضعيف جداً لأجل الواقدي حيث تقدم مراراً أنه: متروك. ومن طريق الواقدي أخرجه الدارقطني في سننه (٢/ ٢٥٥رقم ٨٥). وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ١٨٤رقم١١٤٣٧) من طريق ابن جريج، وإسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس قال: سئل رسول الله -صلى اللُا عليه وسلم- عام حج عن الرمل فقال: "إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا". قال الهيثمي في المجمع (٣/ ٢٤٨): "فيه المفضل بن صدقة، وهو متروك". قلت: ولا يصلح من هذه الشواهد لتقوية الحديث سوى حديث تملك العبدرية، فيه يتقوى الحديث، والله أعلم. فإن قيل: إن صفية روت الحديث مرة عن حبيبة، ومرة عن تملك، ومرة عن برة، فهل يؤثر ذلك في قوة الحديث؟ فالجواب ما ذكره ابن حجر -رحمه الله- في الفتح (٣/ ٤٩٨) حيث قال: "واختلف على صفية بنت شيبة في اسم الصحابية التي أخبرتها به، ويجوز أن تكون أخذته عن جماعة، فقد وقع عند الدارقطني عنها: (أخبرتني نسوة من بني عبد الدار)، فلا يضره الاختلاف". اهـ. والله أعلم.