وقال ابن حبان، وذكر أبا زكير: "كان ممن يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل، من غير تعمد، فلما كثر ذلك منه صار غير محتج به إلا عند الوفاق، وأن اعتبر بما لم يخالف الإثبات في حديثه، فلا ضير"، ثم قال: "وهو الذي روى عن هشام" ثم ذكر الحديث، ونقل ابن الجوزي عنه. في الموضع السابق من موضوعاته أنه قال: "لا أصل له من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". وقال ابن عدي في الموضع السابق من الكامل: "ويحيى بن محمد بن قيس له أحاديث سوى ما ذكرت، وعامة أحاديثه مستقيمة، إلا هذه الأحاديث التي بينتها"، وذكر هذا الحديث من ضمنها. وقال العقيلي في الموضع السابق من ضعفائه، وذكر أبا زكير: "لا يتابع على حديثه ... وأما حديث هشام بن عروة فلا يعرف إلا به". والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق محمد بن شداد، ونعيم بن حماد، كلاهما عن أبي زكير، به، ثم قال: "قال الدارقطني: تفرد به أبو زكير، عن هشام. قال العقيلي: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به"، وذكر عبارة ابن حبان السابقة، ثم قال: "ولعل الزلل كان من قبل ابن شداد، وقد قال الدارقطني: محمد بن شداد المسمعي لا يكتب حديثه وأما طريق نعيم بن حماد: قال يحيى بن معين، سئل عن حديثه، فقال: ليس له أصل، فقيل له: يرويه نعيم بن حماد، فقال: شُبِّه له. وقال يحيى مرة: ليس في الحديث بشيء، وقال النسائي: ضعيف ليس بثقة، وقال الدارقطني: كثير الوهم". قلت: أما مسلم بن الحجاج فقد أخرج لأبي زكير في المتابعات، دون الأصول كما تقدم. =