وأخرجه ابن مردويه كما في الدر المنثور (٦/ ١٠٢) -. جميعهم من طريق أبي بكر بن أبي مريم، به نحوه، عدا إسناد الطبراني في مسند الشاميين، وابن مندة، وابن مردويه فإني لم أطلع عليه، إن كان من هذه الطريق أو غيرها. دراسة الِإسناد: الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:" ابن أبي مريم واه". وابن أبي مريم هذا هو أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني وتقدم في الحديث (٧١٢) أنه ضعيف. الحكم على الحديث: الحديث ضعيف بهذا الإسناد لضعف أبي بكر بن أبي مريم. وأما قوله -صلى الله عليه وسلم-: "بذلك أمرت الرسل ألا تأكل إلا طيباً، ولا تعمل إلا صالحاً"، فهو ثابت بنص القرآن -كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١)} [المؤمنون: ٥١] (الآية (٥١) من سورة المؤمنون). ويوضح هذا المعنى ما أخرجه مسلم في صحيحه (٢/ ٧٠٣رقم ٦٥) في الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٥١)} [المؤمنون: ٥١]. وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (١٧٢)} [البقرة: ١٧٢] (البقرة الآية ١٧٢)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعت، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام، فأنّى يستجاب لذلك؟ ".