وأما سنده السابق في المجلد الثالث (ص ٢١٩)، فإنه صححه على شرط مسلم، وأقره الذهبي عليه، مع أن مدار الحديث هناك على سهل بن عمار العتكي، وتقدم في الحديث (٦٤٨) أنه: متهم بالكذب، ولم يخرج له مسلم، ولا أحد من أصحاب الكتب الستة، بل أن الحاكم في تاريخه قد كذبه، ويصحح له هناك، وأعجب من ذلك إقرار الذهبي له على ذلك، مع أنه قبله بأربع صفحات فقط يتعقب الحاكم بعبارة قاسية لِإخراجه الحديث من طريق سهل هذا، فيقول: "قال -يعني الحاكم-: صحيح، قلت: فيه سهل بن عمار العتكي، قال الحاكم في تاريخه: إنه كذاب، وهنا يصحح له، فأين الدين!! ". قلت: وقد سبق تفصيل الكلام في ذلك عند الحديث (٦٤٨) فليراجع. وأما الطريق الثالثة التي أخرجها أبو الشيخ، وأبو نعيم من طريق ابن أبي رزمة، عن النضر بن شميل، فسندها إلى محمد بن عمرو صحيح. النضر بن شميل المازني، أبو الحسن النحوي ثقة ثبت روى له الجماعة. / الجرح والتعديل (٨/ ٤٧٧ رقم ٢١٨٨)، والتقريب (٢/ ٣٠١رقم ٨٧)، والتهذيب (١٠/ ٤٣٧ رقم ٧٩٥) وابن أبي رزمة اسمه عبد العزيز بن أبي رزمة اليشكري، مولاهم، أبو محمد المروزي، وهو ثقة./ طبقات ابن سعد (٧/ ٣٧٦)، والتقريب (١/ ٥٠٩ رقم ١٢١٩)، والتهذيب (٦/ ٣٣٦ - ٣٣٧ رقم ٦٤٨). وأما بقية رجال الإسناد. فمحمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص تقدم في الحديث (٦٤١) أنه صدوق. والواسطة بينه وبين أبي هريرة هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وتقدم في الحديث (٦٩٣) أنه ثقة مكثر. =