وأما حديث مزيدة -رضي الله عنهء فهو بمعنى حديث أنس، والمرفوع منه لفظه: "هذا البرني، وهو خير تموركم، هو دواء لا داء فيه". أخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٣٤٥ - ٣٤٦ رقم ٨١٢). والحاكم في المستدرك (٤/ ٤٠٦ - ٤٠٧)، واللفظ له، ولفظ الطبراني نحوه، وفي أوله قصة، وسياق الطبراني لها أطول من سياق الحاكم. وذكره الهيثمي في المجمع (٩/ ٣٨٨)، وقال: "رواه الطبراني، وأبو يعلى، ورجالهما ثقات". قلت: في سنده هود بن عبد الله بن سعد العبدي، العصري الراوي للحديث عن مزيدة، وهو مقبول./ ثقات ابن حبان (٥/ ٥١٦)، والتقريب (٢/ ٣٢٢ رقم ١١٩)، والتهذيب (١١/ ٧٤ رقم ١١٥). وعليه فالحديث ضعيف بهذا الِإسناد لأجله. وأما حديث بعض وفد عبد القيس -رضي الله عنهم- فهو حديث طويل بمعنى حديث أنس هذا، ويقرب سياقه من سياق الطبراني لحديث مزيدة، وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لوفد عبد القيس: "تسمون هذا البرني؟ " فقلنا نعم، قال: "أما أنه خير تمركم، وأنفعه لكم". أخرجه الِإمام أحمد في المسند (٤/ ٢٠٦ - ٢٠٧)، واللفظ له. والبخاري في الأدب المفرد (٢/ ٦٠٤ - ٦٠٦ رقم) ١١٩٨ بنحوه. وفي سنده يحيى بن عبد الرحمن العصَري -بفتح المهملتين-، هو مقبول./ التقريب (٢/ ٣٥٢ رقم ١٢٠)، والتهذيب (١١/ ٢٥١ رقم ٤٠٢). قلت: فالحديث بمجموع هذه الطرق يرتقي لدرجة الحسن لغيره، عدا طريق حديث علي فلا تصلح للاستشهاد لشدة ضعفها، والله أعلم.