وأما بقية رجال الِإسناد فهم رجال الشيخين. فائدة: هذا الحديث هو من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على الشيخين، وذلك لاختلاف الرواة على الزهري في هذا الحديث، وقد أشار البخاري -رحمه الله- إلى هذا الاختلاف عقب روايته للحديث حيث قال: "وقال عقيل: عن الزهري، أخبرني عروة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. تابعه عبد الله بن سالم، عن الزبيدي". قال الدارقطني في "التتبع" (ص ٣١٧ - ٣١٨): "وأخرجا جميعاً حديث الزبيدي، عن الزهري، عن عروة، عن زينب، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى في بيتها جارية بها سفعة، فقال: "استرقوا لها فإن بها النظرة"، من حديث ابن حرب، عن الزبيدي، وقال: تابعه عبد الله بن سالم، وقد رواه عقيل، عن الزهري، عن عروة مرسلاً. ورواه يحيى بن سعيد، عن سليمان بن يسار، عن عروة مرسلاً، قاله مالك، والثقفي، ويعلي، ويزيد، وغيرهم. وأسنده أبو معاوية، ولا يصح. وقال عبد الرحمن بن إسحاق: عن الزهري، عن سعيد، فلم يصنع شيئا". اهـ. وذكر الحافظ ابن حجر كلام الدارقطني هذا في "هدي الساري" (ص ٣٧٧)، ثم قال عقبه: "قلت: وهو ضعيف -يعني عبد الرحمن بن إسحاق-. وأما رواية عقيل فقد أشار إليها البخاري، إلا أن راويها عنه ليس بالحافظ، وحديث الزبيدي رواه عنه ثقتان، فكان هو المعتمد". وقال في الفتح (١٠/ ٢٠٢ - ٢٠٣): "قوله: (تابعه عبد الله بن سالم) يعني الحمصي، وكنيته: أبو يوسف. (عن الزبيدي)، أي: على وصل الحديث. (وقال عقيل: عن الزهري، أخبرني عروة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-) يعني: لم يذكر في إسناده زينب، ولا أم سلمة. فأما رواية =