ورواه سفيان أيضاً عن أبي سعد سعد بن المرزبان البقال، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله. أخرج الحميدي في الموضع السابق. وكذا البخاري في السابق أيضاً. وقال سفيان عقبه: "والذي حدثنا به عبد الكريم أحب إلي، لأنه أحفظ من أبي سعد". وقد تطرق لهذا الاختلاف جمع من المتقدمين والمتأخرين، فمنهم: البخاري -رحمه الله- في تاريخه (٣/ ٣٧٤ - ٣٧٥)، وقد يؤخذ من صنيعه ترجيحه لرواية من روى الحديث عن عبد الكريم، عن زياد بن أبي مريم كما قال الشيخ المعلمي في حاشيته على الموضح للخطيب (١/ ٢٦٣). ومنهم الخطيب البغدادي -رحمه الله- حيث أطال الكلام عن الاختلاف في هذا الحديث في كتابه الموضح (١/ ٢٤٧ - ٢٦٣)، وخلص من ذلك إلى ترجيح رواية من روى الحديث عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح، وذكر أنه قول يحيى بن معين وعلي بن المديني، وهذا الذى رجحه الحافظ ابن حجر في التهذيب (٣/ ٣٨٤ - ٣٨٥). وأما الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في حاشيته على المسند (٥/ ١٩٤ - ١٩٥)، فذهب إلى ترجيح رواية من روى الحديث عن عبد الكريم، عن زياد بن أبي مريم، ولم ينف الرواية الأخرى، بل قال: "لو حفظت رواية من رواه عن زياد بن الجراح، لكان صحيحاً أيضاً، لأن زياد بن الجراح ثقة". وذهب الشيخ عبد الرحمن المعلمي -رحمه الله- مذهباً آخر، وهو الجمع بين =