كلاهما من طريق سفيان، به نحوه، وعندهما: فنهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً. وأخرجه الطبراني أيضاً -كما في المجمع (٤/ ٣٣٠) -، ثم قال الهيثمي عقبه: "رجاله رجال الصحيح، إلا أن أبا سلمة لم يلق ابن رواحة". دراسة الإسناد: الحديث أعله الذهبي بالإرسال، ويقصد به ما ذكره الهيثمي آنفاً من أن أبا سلمة لم يلق ابن رواحة، وبيان ذلك كالتالي: فعبد الله بن رواحة -رضي الله عنه- قتل في غزوة مؤتة -كما هو مصرح به في صحيح البخاري (٧/ ٥١٢رقم ٤٢٦٣) في غزوة مؤتة من كتاب المغازي، وكانت الوقعة سنة ثمان من الهجرة -كما نص عليه في الفتح (٧/ ٥١١) -. وأما أبو سلمة بن عبد الرحمن فتوفي سنة أربع وتسعين، وقيل سنة أربع ومائة، وله من العمر اثنتان وسبعون سنة، فيكون مولده سنة اثنتين وعشرين، أو اثنتين وثلاثين للهجرة، وانظر في ذلك التهذيب (١٢/ ١١٦ - ١١٧)، وعليه فأقل ما هنالك أن بين مولده، ووفاة عبد الله بن رواحة نحواً من أربع عشرة سنة، ولذا قال ابن عساكر في الموضع السابق: "روى عنه (أي عن ابن رواحة) أبو سلمة بن عبد الرحمن، وعكرمة، وزيد بن أسلم، وعطاء بن يسار، ولم يدركه أحد منهم". اهـ. الحكم على الحديث: الحديث ضعيف بهذا الِإسناد للِإرسال الذي أعله به الذهبي، والهيثمي، وتقدم بيانه، والله أعلم.