قال الدارقطني في الموضع الأول: "ورواه مسعدة بن أليسع، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ووهم فيه، والأول أصح"، ثم ذكره، وقال عقبه: "لم يسنده غير مسعدة، عن محمد بن عمرو، وهو ضعيف، والصواب مرسل". وقال الحافظ في التلخيص الحبير (٣/ ٩٤) بعد أن ذكر حديث الحاكم هذا: "وفيه سليمان بن داود الشاذكوني، وهو متروك، وأخرجه الدارقطني من وجه آخر، عن شريك مرسلاً". اهـ. وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" (٦/ ٢١٣): "قد اختلف في هذا الحديث أيضاً، فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه، عن شريك، سئل النبي -صلى الله عليه وسلَّم-، الحديث، من غير ذكر الحارث، وكذا ذكره الدارقطني في سننه، من طريقين، ثم إن الحارث هذا لم أعرف حاله، ولا ذكر له في شيء من الكتب التي بأيدينا سوى المستدرك للحاكم فإنه مذكور فيه في هذا الحديث مستشهداً به، وابن أبي نمر فيه كلام يسير". اهـ. دراسة الِإسناد: الحديث أعله الذهبي بالإرسال، ووجود الشاذكوني في سنده. أما الشاذكوني، فتقدم في الحديث (٩٦٦) أنه متروك. وأما الإرسال، فلأن الحارث بن عبد الذي روي عنه هذا الحديث لم يذكر في الصحابة. وتقدم النقل عن ابن التركماني أنه قال: "لم أعرف حاله، ولا ذكر له في شيء من الكتب التي بأيدينا ... ". قلت: ولم يذكره المزي ضمن شيوخ شريك./ انظر تهذيب الكمال (٢/ ٥٨١). =