دراسة الِإسناد: الحديث أخرجه الحاكم، ورجح أن بشيراً لم يسمع من جده، وذلك لتقدم وفاة عبد الله بن زيد، حيث ذكر أنه استشهد بأحد، وقيل: بعد ذلك بيسير. واستدل الذهبي بكلام الحاكم هنا في نفي سماع أبي بكر بن عمرو بن حزم من عبد الله بن زيد، لأن الحاكم سبق أن أخرج حديث أبي بكر بن حزم (٤/ ٣٤٧ - ٣٤٨)، ثم قال عقبه: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان أبو بكر بن عمرو بن حزم سمعه من عبد الله بن زيد، ولم يخرجاه"، والكلام عن عدم سماع أبي بكر بن حزم من عبد الله بن زيد تقدم في الحديث (٧٠٧). وأما هذا الحديث فعلته الانقطاع بين بشير بن محمد بن عبد الله بن زيد، وجده عبد الله وهذا ما نص عليه الدارقطني والحاكم، وتقدم النقل عنها آنفاً. وبشير هذا لم أجد من ترجم له، وتقدم أن الهيثمي -رحمه الله- ذكر أنه لم يجده. وأما رواية عبد العزيز الدراوردي للحديث، وفيها زيادة والد بشير في الِإسناد، فإن الراجح خلاف ذلك، لأن: عبد العزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي تقدم في الحديث (٥٧٥) أنه صدوق، لكنه كان يحدث من كتب غيره فيخطيء، وحديثه عن عبيد الله العمري منكر، وهذا من حديثه عنه. وأما الذين خالفوا الدراوردي في الرواية بجعل الحديث من رواية بشير، عن جده بلا واسطة فهم: عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وتقدم في الحديث (٩١٩) أنه ثقة، وتابعه يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن أيوب =