وقال ابن عدي: "وهذه الأحاديث عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، يرويها عنه سليمان بن أرقم، فإن روى بعض هذه الأحاديث غيره، عن الزهري، فيكون أشد منه ... وحديث: "من احتجم" جمع إسماعيل بن عياش بينه، وبين ابن سمعان، عن الزهري"، وقال أيضاً عن رواية ابن سمعان: "هذه الأحاديث التي أمليتها بأسانيدها غير محفوظة"، ومنها هذا الحديث، من رواية ابن سمعان. دراسه الإسناد: الحديث أخرجه الحاكم شاهداً لبعض الحديث السابق، وتعقبه الذهبي بقوله: "سليمان متروك". وسليمان هذا هو ابن أرقم، أبو معاذ البصري، وهو متروك -كما قال الذهبي-، قال أبو داود وأبو حاتم، والترمذي، وابن خراش، وأبو أحمد الحاكم، والدارقطني وغير واحد: متروك الحديث./ الكامل لابن عدي (٣/ ١١٠٠ - ١١٠٥)، والتهذيب (٤/ ١٦٨ - ١٦٩ رقم ٢٩٧). وأما عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان المخزومي، أبو عبد الرحمن المدني قاضيها، وراوي الطريق الأخرى، فإنه كذاب، كذبه الإمام مالك، وهشام بن عروة، وإبراهيم بن سعد، وابن معين، وأبو داود والجوزجاني. / الكامل (٤/ ١٤٤٤ - ١٤٤٦)، والتهذيب (٥/ ٢١٩ - ٢٢١ رقم ٣٧٨). الحكم على الحديث: الحديث بإسناد الحاكم ضعيف جداً لشدة ضعف سليمان بن أرقم. وأما الطريق الأخرى فموضوعة لنسبة ابن سمعان إلى الكذب. وفي معنى هذا الحديث الحديث السابق، وهو حسن الِإسناد لغيره، وأما متنه فتقدم الكلام عنه.