أنهما دفعا القصة لعدم تقبل عقليهما لها وبخاصة الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله-، وقوله: أنى يكون جسم المرأة ... الخ"، فمن تأمل قدرة الخالق جل وعلا، علم أنه لا يعجزه سبحانه أن يجعل الذرة في أي حجم شاء، ولذا فالقصة لا تدفع بهذا، وإنما لأن فيها قدحاً في عصمة الملائكة عليهم السلام، الذين لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، وقد شفى ابن كثير -رحمه الله-، وكفى بكلامه السابق، بل قال في تاريخه (١/ ٣٧): "هذا أظنه من وضع الِإسرائيليين. وإن كان قد أخرجه كعب الأحبار، وتلقاه عنه طائفة من السلف، فذكروه على سبيل الحكاية، والتحديث عن بني إسرائيل". الحكم على الحديث: الحديث بإسناد الحاكم ضعيف جداً لشدة ضعف يحيى بن سلمة بن كهيل، وأما الطرق الأخرى، فتقدم أن الصحيح منها: أن الحديث من رواية كعب الأحبار، والله أعلم.