قلت: مما مضى يتبين أن الحديث بسند الحاكم منقطع لأن مسلم بن يسار لم يسمع من عمر بن الخطاب. فعلى هذا يكون الحديث ضعيفاً لانقطاعه. وهذا هو مراد الذهبي بالِإرسال هنا. لكن الحديث جاء عند البخاري في تاريخه، وابن جرير في تفسيره، وأبو داود في سننه. بذكر نعيم بن ربيعة بين مسلم بن يسار، وعمر بن الخطاب. فبذلك يزول الانقطاع. لكن نعيم بن ربيعة قال عنه ابن حجر في التقريب: مقبول (٢/ ٣٠٥). وقال في التهذيب: ذكره ابن حبان في الثقات (١٠/ ٤٦٤). وسكت عنه الذهبي في الكاشف (٣/ ٢٠٧). وسكت عنه الخزرجي في الخلاصة (ص ٤٠٢). وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً (٨/ ٤٦٠، رقم ٢١٠٧). الحكم على الحديث: قلت: فعلى هذا الظاهر أن نعيم بن ربيعة مقبول كما لخص حاله ابن حجر بذلك. فيكون الحديث بهذا الِإسناد ضعيفاً. وأما تحسين الترمذي له، فلعله لشواهد عنده لم يبينها، وأما ابن حبان فهو معروف بالتساهل في التوثيق. وقد أورد الحديث الحاكم (٢/ ٣٣٤، ٣٣٥) من هذا الطريق. وقال: على شرط مسلم ووافقه الذهبي، ورواه الحاكم أيضاً (٢/ ٥٤٤، ٥٤٥)، وقال الحاكم: على شرطهما. ووافقه الذهبي -وهو من نفس الطريق المنقطع - فلم يتعقبه هناك بل وافقه على قوله. ولعله اكتفى بتعقبه هنا عن تعقبه هناك.