ومصدر هذا الشعور بالحاجة إلى الإصلاح واحد، وهو التغير الذي حدث في الإسلام عندما اكتسحت أهله الأفكار العصرية والحضارة الإفرنجية ولا يمنع هذا أن يكون الشعور مُؤَدِّيًا إلى عاطفة الاحتجاج والحذر، أو إلى التوفيق والتحكيم، لأن كِلاَ العاطفتين تجتمعان عند جعل الإسلام في مستوى الأفكار العصرية. قال إسماعيل بك غصبر نسكي في جريدته " ترجمان ": «إن العالم في تغير وارتقاء مستمر، ولكن المسلمين لا يزالون متقهقرين أشواطًا بعيدة». وقال الشيخ علي يوسف منشئ أهم جريدة إسلامية في خطاب ألقاه على جمهور عظيم:«إن المسيحيين قد سبقونا في كل شيء فالمسلمون ليس لديهم بواخر في البحر وهم غير منتبهين لموقفهم، ومجهوداتهم متشتتة، وكل ما يفعلونه أنهم يمشون وراء مرشديهم ولكن بغير اهتمام ذاتي لإدراك الأمم التي سبقتهم».