أفريقيا: إن مدينة مكة والطرق الصوفية هما من أكبر العوامل على بث شعور الوحدة بين المسلمين والنفرة من كل شيء غير إسلامي. وهذا ما يسمونه بالجامعة الإسلامية. وإذا كان في إفريقيا عوامل أخرى توجب تقدم الإسلام فيها فهي الأحوال المساعدة التي يتصف بها الإسلام ومركز بلاده الجغرافي وارتقاء الشعوب الإسلامية في السودان عن الشعوب الزنجية. ثم إن للحالة الاقتصادية وللتجارة الداخلية تأثيرًا كبيرًا على النيجر وبانوية ومقاطعة تشاد لأن التجارة في هذه الأصقاع كلها بيد القبائل الإسلامية. وأما التجار الأوروبيون فيهتمون ببلاد الساحل على الأكثر مع أن تجارة الذهب والملح والحديد والجلود وجوز الهند ونقل هذه المحصولات يستخدم فيه ألوف من الوطنيين الذين يحتك بهم التجار. ومن المحقق أن التاجر المسلم يبث في هؤلاء الوطنيين مع بضاعته التجارية دينه الإسلامي وحضارته الراقية. وكما هي كذلك الحال في السودان