المُبَشِّرِينَ بالنصرانية. ولكن يظهر أن النظام في نشر دين الإسلام أقل مما نتصوره لأن المسلمين يجهل بعضهم أخبار البعض الآخر وأحواله وإذا اتفق أنهم اشتركوا في أمر فإنما يكون ذلك بدون قصد. ومن الخطأ أن يقال إن الجامع الأزهر يرسل ألوف المُبَشِّرِينَ إلى إفريقيا الوثنية للدعوة إلى الإسلام لأن الأزهر ليس معهد تبشير كما هي مدارس اللاهوت في أوروبا. ويقال مثل ذلك عن كل المدارس الإسلامية في شمال إفريقيا. ويستثنى من ذلك المدارس التي يديرها مشايخ الطرق في الصحاري وفي السودان. وعاد قبل أن يختم تقريره فقال: إلا أن هنالك قرائن كثيرة تدل على وجود يد تعمل بقصد لنشر الإسلام. فإنه يظهر في ربوع إفريقيا من وقت إلى آخر مبشرون متنقلون يدعون المهدوية ويثيرون الفتن الشديدة ومن الذي يمكنه أن يبين لنا علاقة أصول الدين بهؤلاء المُبَشِّرِينَ المُتَنَقِّلِينَ؟ ولا ريب أن بين ناشري القرآن