للغرب. وما علينا إلا أن نستصرخ المسلمين ليستردوا إليهم بضاعتهم الطبيعية فيطبقوا مبادئها على أعمالهم الضرورية من اجتماعية وقومية ويفسروها بأنفسهم على ما يوافق هواهم، ووقتنا أضيق من أن يتسع للطعن على عقائدهم. وإذا ثبتنا على تلك الطريقة الفاسدة في إظهار المسيحية بمظهرها أيام الحروب الصليبية فإنما نكون قد خُنَّا المسيح الفاتح.
أما الواجب الثاني فهو الصبر الذي يعرفه من عرف حكمة الإنجيل في النمو التدريجي وهي تبتدئ بالعشب ثم بالسنبلة ثم يتبعها انتظار طويل ريثما ينضج الحَبُّ، إلا أن النمو الأخلاقي طويل العهد، خصوصًا إذا كان متعلقًا بأمة.
ثم قال: إن المسلمين يقتبسون من حيث لا يشعرون شطرًا من المدنية النصرانية ويدخلونه في ارتقائهم الاجتماعي، وما دامت الشعوب الإسلامية تتدرج إلى غايات ونزعات ذات علاقة بالإنجيل فإن الاستعداد لاقتباس النصرانية يتولد فيها على غير قصد منها.