قالب جديد وذلك لأن الانقلاب الذي تمخضت به الأمة العثمانية إنما كان إسلاميًا بل إن فكرة الدفاع عن الإسلام هي التي أعانت على حدوث الانقلاب.
وعلى هذا فواجب المُبَشِّرِينَ مزدوج أمام هذا المزيج الغريب، المتكون من الرغبة في الارتقاء والتمسك بالتقهقر، وبهذا الواجب المزدوج يمكن لهم أن يعينوا مركزهم إزاء المسلمين العثمانيين أما الواجب الأول فهو إظهار المجاملة للقوة الجديدة التي انتبهت بالعثمانيين بعد انعدامها بالرغم من أن الشعور الإسلامي الحقيقي يعرقل سيرها.
وبهذه المجاملة يمكن تنشيط المسلمين لاقتباس الأوضاع الجديدة وترقيتها على وجه يشبه الأوضاع التي تباهي النصرانية بها. ولم يسبق لنا أننا رأينا الإسلام لَيِّنًا وَمُلاَئِمًا إلى حد تقدير المبادئ النصرانية بقدرها. وهذه فرصة ثمينة ينبغي لنا انتهازها للتحكك بالعالم الإسلامي وهدايته إلى الإنجيل الذي هو أرقى وحي هداه الشرق