والأكراد والسوريين يميلون إلى الحكم الأجنبي. وهذه فكرة غير صحيحة، ولو تحقق اللبنانيون - مَثَلاً - في يوم من الأيام أن فرنسا الحاكمة على الجزائر وتونس والمحتلة لمراكش ستكون الحاكمة عليهم لتحفزوا حينئذ لقتالها بشدة لا تعدلها شدة مقاومة الطرابلسيين لإيطاليا. وقد صار اللبنانيون وكل مسيحيي الدولة العثمانية يعلمون أن فرنسا لا ترتبط معهم برابطة الدين وأنها تعد من التنور القضاء على الدين المسيحي ومطاردة رجاله، بل إن الأقطار التي هي تحت حكم فرنسا مثل الجزائر وتونس وغيرهما لو تيسر لأهلها التخلص من الحكم الفرنسوي ولو إلى حكم أي دولة أجنبية أخرى ما ترددوا في التخلص منه إلى غيره.
وأعجب ما قرأناه في مقالة رصيفتنا - بعد قولها إنه ليس بين المشتغلين بالسياسة اليوم من العرب والأتراك من يجهل الاستعدادات العامة التي تجري لأجل تقسيم الدولة العثمانية تقسيمًا نهائيًا - أنه ليس بين الدول الأوروبية العظمى