في هذا الشهر إلى مجلة تبشيرية. انظر، إنها أصدرت عددًا ضخمًا ليس فيه غير بحث واحد، وهو بحث تبشيري يدور حول ما تقوم به إرساليات التبشير البروتستانتية في العالم الإسلامي وما قيل في المؤتمرات التي عقدتها تلك الإرساليات في أوقات مختلفة. وقد جعلت المجلة عنوان هذا البحث (الغارة على العالم الإسلامي) أو (فتح العالم الإسلامي).
قلت له: إنَّ المجلة الفرنسية بنشرها هذا العدد الخاص بأعمال المُبَشِّرِينَ البروتستانت تقول للمبشرين الكاثوليك: أنظروا كيف سبقكم الآخرون إلى الغارة والفتح، فيجب أنْ تضاعفوا جهودكم وتنظروا في أساليبهم فتستفيدوا منها. ونحن أيها الأخ - بصفتنا مسلمين - يجب علينا أنْ نعلم ما يكيده لنا هؤلاء وأولئك، وأنْ نجعل أمتنا على علم بما يُنصب لها من شراك وما يبيَّتُ لها من شر. فأقترح عليك أنْ تترجم فصول هذا البحث فصلاً بعد فصل وتنشره في " المؤيد " تباعًا فيقف المسلمون على ما يُكاد لهم به من هذه الناحية.
فقال لي صديقي السيد مساعد، ولكن البحث طويل، والوقت الذي نعمل فيه هنا مشغول بالواجبات الأخرى.
قلت: نتعاون أنا وأنت على هذا الخير، ولا نعد هذا من واجباتنا في قلم التحرير، بل من واجباتنا نحو الإسلام والشرق. وأرى أننا عندما نفرغ كل يوم من عملنا اليومي تملي عَلَيَّ ترجمة فصل من الفصول بأي الألفاظ شئت وأنا أصوغ ما تمليه عَلَيَّ.