هذا الجهاز الأخير هو الذي يجب، بنظري، أن نتفحصه عن كثب، لكي نعيد تقويمنا للوضع السابق، وكذلك لكي نتخذ الاحتياطات اللازمة في الظروف القادمة، أي فيما يتعلق بمشاريع (متعدد الأطراف). ولكن هاتين الحالتين مرتبطان: لا يمكن لنا أن نتخذ احتياطاتنا في المستقبل إذا لم نكن نعرف معرفة تامة ظروف الأوضاع الماضية.
لدينا ولاشك من المعلومات حول بيتنا نحن أقل مما لدى (متعدد الأطراف). فبالنسبة له، بيتنا من زجاج، ولا يخفى عليه أي أمر فيه. هناك أمور عديدة تجعلنا نؤمن بذلك، وخاصة منذ وقوع الاعتداء الغاشم.
إلا أننا نعرف أمرا محددا بدقة: وهو أن بيتنا يحتاج بجدية إلى إعادة ترتيبه.
وفي كل الأحوال، يجب أولا التفكير بالإعداد للحاضر. في الوقت الحاضر، هناك قبل أي شيء آخر، ضرورة الوصول بالتحقيق إلى نتائج جيدة. ليس علينا بالطبع أن نعطي النصائح للمحقيقين في هذا المجال. جل ما نبغيه هو التعبير عن أمنية بسيطة. إننا نتمنى أن لا تطغى الوقائع المادية وحدها على مسار التحقيق.
يجب بالتأكيد إزالة القاتل الذي نفذ الخطط بسلاحه، مهما كان الأمر. لقد كان الجمهور نفسه قادرا على ذلك لو أن الأمور وضحت له بشكل جيد.
إننا نعرف أنه يجب على كل تحقيق أن يبقى سرا الأمور التي تساعده في عمله. أما الأمور التي يمكن أن تخدم المجرمين بإبقائهم في الكتمان، فإنه من الواجب، على العكس من ذلك، إشاعتها بين الناس.
ومهما يكن من أمر، فإن الوضع لا يتعلق في هذه الحالة بمجرد وقائع مادية بسيطة، كما هو الوضع في الحالات العادية. ولكن في الظروف الدولية الراهنة، لا يمكن للتحقيق، وللأسف، أن يطال (متعدد الأطراف) نفسه. إلا أننا نستطيع أن نطال أطرافه. هناك قاتل مسلح، هذا أمر طبيعي. ولكن هناك أيضا وبالتأكيد قتلة سياسيون.