على طريق (مهنة)، وفي محلة (بومدفع)، يغ سوق يعج بالناس طيلة أيام الأسبوع السبعة.
لا توجد فيه مطاعم شعبية، ولا خيم يضع البقالون تحتها بضائعهم في الهواء الطلق، كما في الأسواق العادية التي تجذب زبائنها المتنوعين مرة واحدة في الأسبوع.
لا. لا يوجد على الطريق، في هذا المكان، سوى سياج من قصب يلاحظ من ورائه بيت من البيوت الريفية المؤلفة من غرفة واحدة أو من غرفتين، والتي تسمى (نوالة).
ولكن، أمام هذا السياج، هناك رتل من السيارات المختلفة أنواعها.
إن الصديق القديم الذي حكا لي هذه الرواية، بعد زيارته لهذا المكان، وكان ذلك منذ عشرة أيام، أحصى فيه يومها حوالي ثلاثين حافلة ومئة وخمسين سيارة خاصة وبالأجرة تقريبا.
الأمر مهم جدا كما ترون.
هذه العربات تجلب زبائن مرضى من كل الأجناس والأعمار، منهم من أتى على عكازتين، ومنهم من كان محمولا على ذراعي أحد من أهله أو على نقالة.
الجميع يأتي طلبا للشفاء. والشخص الذي يمنحهم الشفاء يدعى (الشيخ الأخضر). إنه شاب، ويبدو أنيقا في ثيابه العربية.
(*) « Le Souk de la Baraka» Révolution africaine, Semaine du ١٥ au ٢١ mai ١٩٦٧.