لقد أشرت في مقالي ما قبل الأخير إلى الدخداخيات (كثيرة الأرجل).
وقد تساءل صديقي (النموشي) في العدد الأخير من مجلة (الثورة الإفريقية) عما إذا كانت خرافة أم حقيقة؟ فبت الأمر في النهاية قائلا قول من يرجم بالغيب، إنها حقيقة. فما كان منه إلا أن حلل التأثيرات المحتملة لهذه (الحقيقة) على صعيد الوقائع، وعلى صعيد الأفكار.
ولكن يجب أن نوضح هذه الأشياء توضيحا أكبر. نعم، وللأسف، الدخداخيات واقع حزين في دول العالم الثالث. لقد قدمت الاعتبارات العامة التي تقع في أساس تأكيدي هذا؛ ولقد كنت فعلت ذلك في كلمات متنوة، على الأخص في مقالي ما قبله الأخير، وفي غيره من المقالات التي سبقت.
إن الاستعمار لا يستطيع فعلا أن يترك- بلا قيد أو شرط- بلدا كان يستعمره، ولا أن يغادره هكذا وبكل بساطة، مخليا وراءه المكان للاستقلال الجديد. هذا يعني أننا نعده ولدا ساذجا. فنرتكب بذلك خطأ فريدا من نوعه، يكون في صالحه، ومضرا لنا. تلك هي إذن الاعتبارات العامة، التي بنيت تأكيداتي عليها بادئ الأمر.
كان يبدو لي أن هذا كاف. ولكنني أعتقد أنه بات من الضروري أن نتجاوز العموميات. وقد أتت كلمة صديقي (النموشي) لتعطيني الحجة والفرصة لذلك.
(*) « Défense du Capital-idées, Révolution Africaine, no ٢٧٠, du ١٨ au ٢٤ avril ١٩٦٨.