وليس في نيتي أن أنغمس في علم الحشريات، ولا في علم التشريح، عندما أتكلم عن الدخداخيات. فهذا ليس من شأني.
ولن يعيق هذا أحدا عن أن يقول: إن الحشرة تتكون بشكل عام من رأس وجسد وأرجل. وهذا أمر كانت تعرفه جدتي، رحمها الله، كما يعرفه أي عالم. فما يهمني هو الخصائص المورفولوجية (التكوينية) التي تنفرد بها الدخداخيات بشكل خاص.
ويجب أن نكرر هذا: إن رأسها في الخارج، لست أدري أينا .. ولكنني أراهن أن (بن غوريون) لا بد أن يعرف تماما أين. تماما كما يتبع بانتباه- ونحن نراهن على ذلك- كل ما يجري اليوم في براغ، وفي فرصوفيا، وحتى في موسكو، حيث أعلن بريجنيف- منذ قليل- ضرورة تدعيم الجبهة الأيديولوجية. ومن المؤكد أن رأس هذه الحشرة، وفكرها، والإرادة التي تسكنها من اهتماماتنا. ولكن شعوب العالم الثالث كلها لا تعرف عنها شيئا ما، ولو كان ذلك جزئيا ومن طريقا الاختبار.
في هذا المجال، يملك كل امرئ على الأقل فكرة بسيطة. أنا أعرف ما يعرفه راعي الغنم، وراعي الغنم يعرف قدر ما أعرف. والباقي ثانوي. فهو مجرد مسألة شكلية. ولا داعي إذن أن ننصرف إلى دراسة هذه النقطة دراسة علمية. لنتكلم بالأحرى عن الأرجل المحلية للدخداخيات. فالثورة الثقافية في الصين، وتصريحات بريجنيف، تلتقيان على الأقل حول هذه النقطة. ولا يتعلق الأمر هذه المرة بالحس المشترك، بل يجب التمتع بتجربة حقيقية، وأفكار واضحة جدا. ففي أحد الميادين، وهو ميدان الأفكار الذي تعمل فيه الدخداخيات عملها الأشد خبثا. هناك الشيء الكثير نقوله. ويجب أن نختصر. يجب أن نسير بخطوات قصيرة، مثل لمام السنابل، ونقطف من هنا وهناك زهرة صغيرة. وذلك دون أن نصل إلى (باقة الورود). لأنه بالضبط، لا تفوح منه رائحة الورود، أنا أؤكد لكم ذلك، بل رائحة شيء آخر لا أريد أن أذكره هنا ... لئلا تمتد أيديكم إلى محارمكم. إذن، لنتكلم عن الأرجل مع الأخذ