للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

صحافة العالم الثالث (*)

قد يفكر أحدنا بوضع لائحة بالصفات التي توسم بها، وفقا للزاوية التي يحكم منها على الأشياء، الصحف المختلفة التي نقرؤها، أو التي نرميها في سلة المهملات- ومن الجميل أن نراهن، رغم ذلك، على أننا إذا قمنا بهذا الإحصاء سننسى واحدة على الأقل من هذه الصفات.

وبالطبع يعرف المرء أنه توجد صحيفة (اليمين) وصحيفة (اليسار)، والصحيفة (التقدمية)، و (الرجعية)، و (الناقدة)، و (الرديئة)، وما أدري، ولكن يجب الاحتفاظ بمكان خاص للصحيفة التي تدعي أنها- أو التي يحاول بعضهم في الواقع أن يضعها- في رأس الصحافة الوطنية لبلد من بلدان العالم الثالث.

لماذا نعير هنا مثل هذه الصحيفة اهتماما أكبر؟ إنها قضية تجربة، بعد أن عشنا في بلد تتدخل- أو أدخلت- الصحافة فيه في كل الأحداث البارزة التي طبعت تاريخ بلادنا منذ عدة عقود من الزمن؛ بما فيها الثورة والاستقلال الذي تبعها. والواقع أنه علينا أن نعود إلى أبعد من هذا الزمن، إذا أردنا أن نؤكد على هذا الوجه الفريد للصحافة التي يقال إنها طليعية في بلدان العالم الثالث. إنها في بادئ الأمر مسألة الصحافة بذاتها، تلك الصحافة التي يقال إنها السلطة الثالثة أو الرابعة.

إنها فعلا سلطة. ذلك أن الصحيفة إذ تحول الرأي العام في هذا الاتجاه أو ذاك، تصبح أداة سلطة ذات أهمية كبرى، في عالم، عالم القرن العشرين، يسير كل ما فيه على مبدأ القوة والسيطرة.


(*) « La Presse du Tiers Monde» , Révolution Africaine, no, ١٣٥, ٢٨ août ١٩٦٥.

<<  <   >  >>