إنني أدين بمعلوماتي عما أنشره لصديق أوتي نعمة الجلد على القراءة. وأنا مدين له على الأخص باطلاعي على الأحداث اليومية، فهو يقرأ الصحف أيضا بانتظام.
وإذ فتحت له الباب ذات صباح، رأيت على وجهه أمارات الاستياء. فأنا اعتدت أن أقرأ الأخبار أولا على قسمات وجهه، فأعرف إن كانت سيئة أو جيدة.
ولم تخطئني الفراسة هذه المرة. فقد كان يحمل لي نبأ سيئا لابد أن تكونوا قد قرأتموه في الصحف.
ففي تقرير للجنة الفرعية للمساعدات العسكرية (الخارجية) التابعة لمجلس النواب في الولايات المتحدة الأميركية، تكلم اللواء في البحرية (هاينز).
إن الوثيقة (السرية) لم تسرب إلا من أجل أن يأتي مفسروها الجزائريون فيوصونا مرة أخرى بالحذر- والكلمة بالفعل شائعة اليوم- وذلك باعلامنا أن اللواء الأميركي يحتفظ لنا بجرو من كلبته.
وأوجز صديقي ما أعلمني به مكررا علي بأن ذلك كان خطيرا جدا.
هذا أكيد. وأنا- فيما يخصني- لا أحتاج إلى يمين ليها أصدق أن ما يغالي في حلة الشيطان ليس ماء الحياة يريد به أن تستعيد شعوب العالم الثالث شبابها. ولا يدهشني البتة أن النابالم وما يشبهه هو من (المأكولات اللذيذة، مما ينتجه مطبخهم)، بل هو بالأحرى ما يقدم في هذه اللحظة لشعب فييتنام، وهو ما عرف العرب طعمه من قبل في سيناء.
(*) « L'Orgue de L'impérialisme» , Révolution africaine, no ٢٤٠ - Semaine du ١٨ au ٢٤ septembre ١٩٦٧