للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العبرة من جريمة (*)

هكذا، يقدم لنا (متعدد الأطراف) هذه المرة أيضا الدليل القاسي على وجوده. على الأقل لأولئك الذين كانوا لا يزالون يحتاجون لهذا الدليل. أي تقريبا على طريقة الشيطان (مفيستو) (في مسرحية شكسبير) الذي ينادي (فوست) قائلت: ها أنذا.

الواقع أنني تحدثت عنه في مقالي ما قبل الأخير. وقد شددت فيه على الأخص على (أطرافه المحلية) في بلدان العالم الثالث. ولابد من لمحة بسيطة عن رأسه.

إن العمل الإجرامي الذي تعرض له للتو رئيس في مجلس الثورة ونجا منه بأعجوبة خارقة، إنما هو بالفعل من صنع قاتل يلبس ثوب فرقة من الفرق المحلية.

ويجدر بنا، في ما يتعلق بموضوع الفرق، أن نبين فقط أنها لا تعبر عن أي شكل من أشكال المعارضة السياسية. إنها ببساطة أشكال مختلفة من الخيانة. بالمعنى الأكثر خسة والأكثر خزيا للكلمة.

ويبقى إذن أن العمل الإجرامي هو، من الناحية الأخلاقية والسياسية والتقنية، من فعل (متعدد الأطراف): إنه فكرة انبثقت من رأسه. ويجب علينا إذن أن نقول كلمة عن هذه الفكرة.

ويفرض علينا الظرف الحالي، بالتالي، أن نقول بضع كلمات عن مضمون هذه الفكرة. فهذا يجعلنا نعي وعيا أفضل معنى العمل الإجرامي الذي حدث أمس الأول.

لكي نعطي صورة ولو كانت موجزة عن هذه الفكرة الشيطانية، يتوجب علينا أن نتخيل صيغة تستوعب مبادئ الدستور الاستعماري من جهة، وبروتوكولات حكماء صهيون، من جهة أخرى.


(*) « La Leçon d'un crime» Révolution africaine, no ٢٧٢, Semaine du ٢ au ٨ mai ١٩٦٨.

<<  <   >  >>