للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[أخوة في الإسلام]

لست أدري في أي ضاحية من ضواحي تلك المدينة الصناعية التجارية، يقع الشارع الذي فيه يسكن ذلك الطالب السوري الموطن، وذو الأصل الجزائري، والذي تحدر من نسل الأمير عبد القادر.

الذي أعرفه فقط، أن ذلك المنزل الصغير الذي دعينا إليه، يتكون من طابق أرضي وطابق أول، ويدلف عبر سلم صغير إلى مساحة ضيقة من العشب الأخضر، تفضي إلى الرصيف مباشرة، طبقا للطراز السائد في البيوت الإنكليزية في تلك الناحية.

لقد لحقت بالطالب شقيقته التي تتابع هي الأخرى دروسها في جامعة (ليدز)، ثم كان أن تبعتهما العائلة بأسرها: الأب لفحوصات طبية خاصة، والأم لتكون في رعايته.

جو غائم لبني اللون يغلف الأشياء حولنا، وإذ غرس في العشب الأخضر شجيرات ميلاد، جلبت للمناسبة، فقد كانت تتراءى لنا كنبات، أخضر به قعر البحر.

في الداخل كنا في جو عيد الفطر. والمنزل الصغير، بفضل محتد ساكنيه، ورقة تعاملهم مع الناس جميعا، أضحى الموئل للعديد من المسلمين: باكستانيين وسوريين وعراقيين. ولذا فقد كانوا كثرا ذلك اليوم، ليقدموا تهانيهم لتلك العائلة الجزائرية، التي أقامت في دمشق منذ مئة عام، حينما سمح نابوليون الثالث للجد العظيم أن يلجأ إلى الشرق.

<<  <   >  >>