يقال إن "من يزرع الهواء يحصد الرياح"، لقد حصدنا لتونا مجانا عاصفة نفخ فيها الآخرون، أي السحرة مشعوذو الصراع الأيديولوجي.
لقد ملك هؤلاء السحرة أيضا فن (التنويم المغناطيسي)، فقد كفاهم بضع كلمات خفية وبضع حركات سحرية حتى يغرقوا طلابنا في حالة نوم مغناطيسي، وذلك بوساطة- أو بالأحرى بتواطؤ- بعض (الوسطاء) المنتمين بعناية من بين صفوفهم.
ويكفينا أن نقول هنا إن الأزمة التي مرت بها الجامعة حديث تبين أن سلوك الطالب يضيف عامل إعاقة آخر على تلك التي ذكرناها منذ لحظة، فبدلا من تخريج طبيب بعد ثماني سنوات، من المحتمل ألا نراه تخرج قبل مرور عشر سنوات.
وبالطبع سيتطلب تخريج الصيدلي والمهندس والقاضي والأستاذ مبالغ أكبر، في حال لم يتغير شيء في هذه الحالة التي لا تقدر- على ما يبدو- أسبابها ونتائجها حق قدرها، رغم ذلك، هناك شيء واضح، تلك الأزمة التي مرت مؤخرا ليست سوى علامة نذير، إننا نجابه الآن أعلى الموجة، فإذا لم يتغير شيء من الآن وحتى أربع سنوات، فإننا سنواجه موجة القهر التي تتهيأ الآن في الصفوف الثانوية.
لم نبلغ هذا الحد بعد، والحمد لله، إن الطلاب الذين تصرفوا بتعقل وعادوا إلى قاعات الدراسة قلبوا بذلك صفحة مؤلمة.
إنما نريد أن نأمل بأنهم سيفكرون فيها بأنفسهم، لكي لا تسجل كوصمة عار في تاريخهم فيهزأ الناس من هذين الأسبوعين الثقافيين، ويسخرون قائلين بأنهما (أسبوعا اللاثقافة).