نتاجه في شتى الميادين، سيخزج على- هذا المنوال- الطبيب في ثماني سنوات، أو حتى في عشر، وبالإضافة إلى ذلك أترك لمسؤولي التصميم النظر في تطور هذا الإنتاج البطيء، هذا فيما يتعلق بالإنتاج.
ولا أقول أي كلمة عن هذا الإنتاج بالنسبة لمقاييس الاختيار التي تستحق رغم ذلك كل الانتباه، فإذا انتقلنا الآن إلى الاستعمال، وجدنا أن مبدأ المعادلات كان له أثر أشد ضررا، وأريد أن أقول أكثر فضحا.
الحقيقة أن ٥٠ بالمئة من أطبائنا حاليا في الخارج، لقد فتح لهم مبدأ المعادلة، الباب أمام هذا الفرار، بمساعدة معادلتهم الشخصية، وبكلمة أخرى، فإن جامعتنا تخرج ببطء طلابا قد يجذبون إلى الخارج.
هذه النتيجة الأخيرة استقيناها مع شيء من السخرية المبكية من تقرير- تكلمت عنه في إحدى مقالاتي السابقة- قدمه عالم اجتماع إيراني، كان الأونيسكو قد كلفه بالتحقيق في كيفية استخدام نخبة العالم الثالث، وعندما ذكرت بنفسي هذا الواقع في شكله العام، أرفقته عمدا بتعليق، قلت فيه إن العالم المتقدم لا يكتفي بالاستحواذ على المواد الأولية الثمينة من العالم الثالث بأرخص الأسعار، بل يستحوذ كذلك على المادة السنجابية الضعيفة والتي تكلفه غاليا.
وأضيف هنا أننا أنفسنا، على صعيد الجزائر، نستجيب بشكل رائع لذلك الشكل من أشكال الاستغلال، فالحقيقة أن عجزنا التام عن القيام بإصلاح تعليمنا العالي في الوقت المناسب هو الذي يجعل بالإمكان حصول هذا الاستغلال.
لقد ذكرنا للتو النتائج فحسب التي تقع في أساس بنيات التعليم العالي. ويجب أن نضيف الآن أن كل هذه النتائج تصبح أشد خطورة، بسبب الرياح الأيديولوجية التي تدخل مندفعة في نظامنا الجامعي من كل أبوابه ونوافذه، لأننا لم نتخذ أي إجراء احتياطي في هذا الميدان.