ولكن مبدأ (الحفاظ على المستوى) أصبح حاجزا، يقف في طريق كل محاولة من هذا النوع، ويمنع من التقدم خطوة نحو الأمام، لدرجة أن تعليمنا الجامعي بات بعد إصلاح (فوشيه) هجينا ممتازا: فهو لم يكن فرنسيا ولا جزائريا.
في تلك الأثناء، وفي حين كنا نراوح مكاننا أمام ذلك الحاجز، كان المبدأ الذي اتخذناه يسير طبيعيا نحو نتائجه المضرة بكاملها، ولكي نحافظ على المستوى، كان علينا على الأخص أن نترك كل نوافذنا مفتوحة، وأن نفتح نوافذ أخرى، أمام كل الرياح الأيديولوجية، أمام كل الرياح التي أثارت تلك العاصفة التي مرت بجامعتنا.
ويمكن هنا أن نذكر تفاصيل بناءة جدا، حول طريقة دفع العاصفة باتجاه شاطئ يخيم عليه الهدوء المناسب للدراسة وللتفكير. لكن، لنترك التفاصيل الروائية جانبا، فهذه الأسطر مخصصة بالأحرى لتبيان الآثار المشؤومة، لمبدأ هو في الظاهر قيم ومغر جدا، فالمبدأ الذي اتبع كان من المنطق أن يؤدي إلى مبدأ آخر، هو مبدأ (المعادلات)، وهذا الأخير أدى بدوره إلى نتيجتين: إحداهما تخص نتاجنا الجامعي، والأخرى استعماله. لابد أن نعطي هنا شواهد على ما نقول، إن مرحلة الطب، على سبيل المثال، كان من الواجب أن تحصر- من جيث المنهج - بفترة زمنية تتلاءم مع الحاجات الملحة لجهازنا الصحي، لكن ثم الإبقاء نظريا على الفترة الزمنية التي تتلاءم مع مبدأ المعادلات، أي ست سنوات.
رغم ذلك ومن المنظار العملي، أضحت هذه الفترة أطول، بسبب عاملين إضافيين مختلفين في طبيعتهما، ولكن كان لهما الأثر ذاته على مدة المرحلة.
وهناك أمر في نسبة السقوط المرتفعة، ألاحظه في الامتحانات الأخيرة، ارتفاعا غير طبيعي في إحدى سنوات الطب، ولا أقوم هنا بأي انتقاد لهذه النتيجة، إنما ألاحظ الأمر فسب، وأترك لمسؤولي التعليم العالي مهمة تحليله.
وأدون هنا إحدى نتائجه: إن الجزائر، البلد النامي الذي يحتاج إلى تسريع