كلمات سحرية، كلمات أخاذة! لكل أولئك الذين تحركهم ثقافة الإمبراطوريات. ولنكن أكثر فهما: هل تتذكرون تجربة بافلوف الشهيرة: تعرض على الكلب قطعة من السكر، فيتلمظ لرؤيتها، ويفرز ريقا، ويسيل لعابه بغزارة من شفتيه.
إن الصحيفة- من حيث هي أداة سيطرة- تسيل بشكل عام لعاب كل حاملي لواء ثقافة الإمبراطوريات.
وهذا طبيعي. الآن يمكننا أن نفهم ما يمكن أن يكون أثر تسييل اللعاب هذا على تكوين وعلى توجيه الصحافة الوطنية في بلد من العالم الثالث، نال استقلاله.
لقد نسف هذا البلد الأغلال (الأقفال) التي كانت تقيد أعضاءه تقييدا شبه جسدي. وهذا يعني أنه لم يعد بالإمكان أن يوجه في الاتجاه المطلوب بواسطة الشرطي الرقيب.
لكل وضع جديد هناك وسيلة جديدة عندها، بدلا من الأغلال التي تشد على الأعضاء، حاولوا وضع أغلال أخرى حول الأفكار.
يمكن للصحيفة أن تكون هذه الأغلال في بلد من بلدان العالم الثالث، لا يراد للأفكار فيه أن تذهب في هذا الاتجاه أو ذاك. من الواضح أنه يجب في هذه الحالة أن تكون الأغلال من النوع الجيد، أن لا تكون خرقة (من البلد)، وتتركز كل حنكة هذه الحرب (الإيديولوجية) في وضع الصحيفة الموكلة بهذه المهمة في ظروف أفضل من ظروف الصحيفة المحلية؛ حتى من حيث نوعية الورق.
ولكن هذا الأمر يعود إلى زمن قديم. لقد لوحظ فيما مضى، منذ أربعين سنة تقريبا، القرابة التي لم يكن معترفا بها بالطبع، بين جريدة كبيرة قاهرية، وأخرى