للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذا هو حتى الاختبار الذي يجيب على سؤالنا المطروح: هل توجد خطة في الجزائر؟

هنا يصبح من الصعب الإجابة بوضوح. لأن هناك مخططين في كل مكان تقريبا. وهم يعملون غالبا مع أدمغة المستشارين الأجانب، الذين يميلون أحيانا إلى الإعجاب ببلدنا، بسمائه الزرقاء، أو كثبانه، أو سهوله العالية، أكثر مما يميلون إلى اكتشاف، بل وتحسس وزن واقعه الاقتصادي.

وتمر بذاكرتي بعض الأسماء التي تدل على أننا نملك مجموعة من المؤسسات المخططة.

وهي أحيانا تتقارب في الأسماء مثل ( BERI, BERIM, SONAREM) لأنها تملك أهدافا متقاربة أيضا.

ولكن هذه الفسيفساء التي يكون فيها لكل من (سيدي الرئيس والمدير العام) ميدانه الخاص به، وموظفوه، وحتى طلابه الممنوحون للقيام بدراسات غير دقيقة، ومن أجل أهداف غير أكيدة، وأخيرا مستشاروه، هل تملك القيمة التقنية للمؤسسة التي تتلأءم مع متطلبات الخطة؟ هنا يكمن السؤال.

ولنقل كل فكرتنا بوضوح: لا يخلق كائنا حي يمشي ويعمل، بتجميع أربعة أطراف وجذع ورأس، جلبت من المشرحة.

كذلك لا تستطيع مجموعة متباينة من المخططات الصغيرة أن تكون مخططا عاما.

والواقع أن القضية تتعلق بألا تصبح الجزائر ميدانا للبيوقراطية، في اللحظة التي تدخل فيها البشرية عصر التخطيط. وعلى كل، حتى كلمة (بيروقياطية) غير كافية. فالأمر يتعلق فقط بواجهة محلية يفكر من ورائها بعض المستشارين (السائحين) الذين يعللون قبض رواتبهم بقولهم لنا من وقت لآخر: إن سماء الجزائر خالابة.

<<  <   >  >>