جنوب البلاد بأكمله. ولا يسعنا في هذا المجال إلا أن نقول إن الصحراء تتوسع كل عام على حساب الأراضي (المفيدة للتغذية). والواقع أن هذه الظاهرة الأخيرة مشكلة مغاربية تتطلب التعاون الأخوي بين حكومات إفريقيا الشمالية الثلاثة لكي تصد تقدم الصحراء باتجاه الشمال في الدول الشقيقة الثلاثة. ولا يمكننا في هذا المجال، إلا أن ننوه بأهمية المعالم التي بدأ المغرب والجزائر بوضعها في هذا السبيل، من خلال الاتفاقية التي عقداها مؤخرا حول المناجم. إنه معلم هام في اقتصادها التنموي، ولا بد من معالم مماثلة أخرى في اقتصاد القوت عندها، وذلك بالاتفاف مع تونس.
من قابس، إلى أغادير، يجب أن يسد التحريج الطريق أمام الرمل الذي يرتفع.
نحن نعلم أن هذه المهمة ليست سهلة، وأنها قد تستدعي وصل بعض المنخفضات في الجنوب الجزائري بالبحر المتوسط من خلال غوطات الجريد.
ولكن عهد التخطيط الذي رأى صحراء (كارا كوروم) في جنوب الاتحاد السوفياتي تتحول إلى حديقة غناء؛ لا يستطيع أن يرى هذه المهمة أمرا مستحيلا.
ولا بد- رغم ذلك- من أن نضيف، لكي نبقى في موضوعنا، أن مشروع (كارا كوروم) لم ير النور مصادفة. فحتى قبل أن توضع خطوطه الأولى على الورق، كانت فكرته موجودة في العقيدة العامة التي أنجبت الـ ( NEP) ووسعت فيما بعد تحت إدارة (الخطة العامة) التي استحدثت لتنفيذها وزارة في موسكو، وكان لينين نفسه لا يزال حيا.
إن فكرة الخطة العامة تلك، هي التي تكون- في نهاية الأمر- الاختيار التقني للتخطيط، وهي التي تحافظ على فعاليته في السنوات اللاحقة، وذلك بتجنب التردد أقصى ما يمكن، أي بتوفير الوقت والطاقة اللذين يجب عدم إهدارهما.