دعوة مدير مركز التويه الثقافي إلى الاجتماع، الذي عقده منذ فترة وجيزة على حين غرة بناء على نداء قسطنطة.
ولكننا نندهش أن يكون وزير الإعلام هو نفسه، الذي أخذ على عاتقه هذا الأمر. ربما هناك (ثقافتان): تلك التي يهتم بها هذا الوزير، وتلك التي يهتم بها بعض الجزائريين منذ ربع قرن.
في هذه الحالة، تقتضي أن نأمل في (نداء قسطنطة) آخر، يوجه خاصة إلى هؤلاء الجزائريين. وهذا يوضح كم هو غير كاف وحده الاهتمام الذي توليه السلطة الرسمية، في العديد من المناسبات للحياة الثقافية في هذا البلد. وأن يليه تفتيش يأتي بعد المبادرة في مرحلة التطبيق.
ولنقل من جهة أخرى إن الدخداخيات، وقارضة الأفكار، وقاتلة الأفكار، لا تحتاج دائما إلى الأرجل المحلية. فهي ربما تستغل أحيانا إهمالنا، في سبيل تقليص رأسمالنا الفكري.
في بعض الشوارع، من الخطر أن تترك فتاة تسير وحدها في الليل. وأحيانا حتى في النهار. كذلك، من الخطر أن نترك فكرة لوحدها. إننا نريد أن نأمل أن السلطات الرسمية تفكر في هذا، وتعمل على الدفاع عن الأفكار. وأنا أخشى أشد الخشية أن تكون فكرة نداء قسطنطة قد خطفت ... ويذكرنا التلفاز بالمناسبة (رومان رولان) الذي يجعل أحد شخصيات روايته يقول: "لا يكفي أن تبدع أفكارا، بل يجب أن تؤمن لها الحياة".