العبارة الشهيرة. وكذلك منعه حتى من إمكانية إعادة النظر في الظروف التي خلقت في البلد، أو على الأقل في العاصمة، هذه الأوضاع التي يبرز فيها يوما ما القاتلون الخونة. على الصعيد السياسي، فإن الأمر يتعلق بالدفاع عن هذه الظروف ضد كل محاولات التغيير. عندها يحصل الاعتداء.
أما على صعيد الأفكار، فالأمر يتعلق بمنع كل محاولة لفحص، أو تحليل، أو شرح، هذه الظروف. وعلى هذا الصعيد، هيء الاعتداء ليكون تأثيره بمثابة تخويف للناس.
لم يكن احتمال الفشل إذن مقبولا في التخطيط الذي كان يهدف إلى المحافظة على الوضع السابق مهما كلف الأمر. لأن نتائج الفشل ستكون أشد خطورة لكونه سيجعل السلطة السياسية تأخذ حذرها، في جميع الميادين، وسيكون بمقدور الجهد الفكري أن يقوم بمهمته على أحسن وجه انطلاقا من معطيات لا يمكن نسبتها البتة إلى الخيال.
هذا هو الشكل الجديد للمشكلة عند (متعدد الأطراف). وعندنا نحن؟ من البديهي أننا لا نزال في الوضع الذي انفجرت فيه المأساة. إن الظروف التي ولدته لم توقفها، بضربة ساحر، تلك الرشقات التي كادت أن تغرق البلد في فوضى دامية.
بالنسبة لمتعدد الأطراف، كما بالنسبة لنا نحن، لا يزال الوضع إذن قائما على ما كان عليه. وواجبنا الوطني يحتم علينا أن نفكر بذلك.
ومن البديهي أن متعدد الأطراف لم يضع فقط خطة التنفيذ المادي للأعتداء. علينا أن نفترض أنه فكر كذلك بوضع خطة استغلاله السياسي.
إذن، يفترض علينا أن نفكر أنه، بالإضافة إلى القتلة المأجورين الذين كانوا موجودين في مكان الاعتداء، كان يوجد هناك قاتل سياسي ينتظر الإشارة ليبدأ عمله، هنا بالذات، في الجزائر.