للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

نفسه فيها، فإنه ما يلبث أن يقع في حال من الفوضى العنيفة. لقد كاد بلدنا أمس في الأول أن يجد نفسه منزلقا في مثل هذه الحال.

وقد شاء الله أن يجنب الشعب الجزائري هذه المحنة الدامية.

ومرة أخرى، تتحقق الآية الكريمة: {ويمكرون ويمكر الله}.

ذلك أنه لدينا ما يكفي من التجارب مع الطرق المدروسة جيدا لمتعدد الأطراف كي نتصور أنه لم يترك أي تفصيل للصدفة في التحضير للجريمة، قبل أن يوكل أمر تنفيذها إلى فدائي خائن. وحتى الظروف النفسية، أخذت بعين الاعتبار في التخطيط لتوقيت الجريمة.

وحتى الطفل (أو الذي يدعى بأنه طفل) الذي أوقف الموكب الرسمي، قدر له أن يكون من بين هذه الظروف لكي يجعل الهدف أقرب منالا. قد يكون هذا الطفل (هذا إذا كان طفلا) بريئا من الدور المشؤوم الذي أعطي له. ولكن إدخاله في مخطط الاعتداء ينم عن تفكير منظم تنظيما عاليا، وعن تقنية عالية جدا في التحضير للجرائم من هذا النوع. هيا ... ليس هذا نتاج تفكير طرف واحد من (متعددة الأطراف) ولا من كل الأطراف.

إننا نجهل بالتأكيد، ولنقص في المعلومات، تفاصيل أخرى تدل بدقة على الفاعل الحقيقي.

كان يجب على عملية الاعتداء أن تنجح مئة في المئة.

فكل احتمالات الفشل كانت، ويجب أن تكون، قد استبعدت مسبقا، لأن العقل الذي دبر كل التفاصيل ونظمها كان يعرف تمام المعرفة النتائج المترتبة على الفشل.

في الأصل، كانت الجريمة تبغي منع البلد، ومنع أي مسؤول فيه، من إمكانية إلقاء نظرة على وضع يعيش فيه (متعدد الأطراف) مثل (السمكة في الماء)، كما تقول

<<  <   >  >>