للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن كان بالنظر إلى كل طريق على حده، يحكم عليه بالضعف، وأبو عمر جعله شاهدًا لمرسل زيد بن أسلم الذي رواه مالك كما يأتي.

وله شاهد من حديث الحسن بن علي عند الطبراني، من طريق حَفْصُ بن عُمَروَ الرَّقَاشِيُّ ثنا عبد اللَّهِ بن حَسَنِ بن حَسَنِ بن عَلِيٍّ عن أبيه عن جَدِّهِ قال: "قِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ؛ الْقَوْمُ يَأْتُونَ الدَّارَ فَيَسْتَأْذِنُ وَاحِدٌ منهم، أيجزئ عَنْهُمْ جميعًا؟ قال: نعمِ. قِيلَ: فَيَرُدُّ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أيجزئ عَنِ الْجَمِيعِ؟ قال: نعم. قِيلَ: الْقَوْمُ يَمُرُّون فَيُسَلِّمُ واحد منهم أيجزئ عَنِ الْجَمِيع؟ قال: نعم. قِيلَ: فيَرُدُّ رَجُلٌ مِنَ الْقَومِ أيجزئ عَنِ الجميع؟ قال: نعم" (١).

وعبد الله بن حسن قال فيه ابن كثير: "عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي؛ تابعي، روى عن أبيه وأمه فاطمة بنت الحسين، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهو صحابي جليل، وغيرهم، وروى عنه جماعة: منهم سفيان الثوري، والدراوردي، ومالك، وكان معظَّمًا عند العلماء، وكان عابدًا كبير القدر، قال يحيى بن معين: كان ثقة صدوقًا" (٢).

وحفص بن عمرو من شيوخ ابن ماجه، وابن خزيمة، قال في "التقريب": ثقة من العاشرة.


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: (٣/ ٨٢)، والطريق الآخر لهذا الحديث أيضًا في معجم الطبراني الكبير: (٢٤/ ٢٨٥): حدثنا أبو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ ثنا عَمْرُو بن مَرْزُوقٍ ثنا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عن أبي وَائِلٍ عن عَمْرِو بن الْحَارِثِ عن زَيْنَبَ الثَّقَفِيَّةِ امْرَأَةِ عبد الله: أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: تَصَدَّقْنَ وَلَوْ من حُلِيِّكُنَّ. فقالت زَيْنَبُ لِعَبْدِ اللَّهِ: أيجزئ عَنِّي أَنْ أَجْعَلَ صَدَقَتِي فِيكَ وفي بني أَخِي أَيْتَامٍ؟ وكان عبد اللَّهِ خَفِيف ذَاتِ الْيَدِ، فقال عبد اللَّهِ: سَلِي عن ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -. قالت زَيْنَبُ: فَأَتَيْتُ النبي - صلى الله عليه وسلم-، فإذا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فقال لها: زَيْنَبُ جَاءَتْ لِتَسْأَلَ عَمَّا جِئْتُ أَسْأَلُ عنه، فَخَرَجَ إِلَيْنَا بِلالٌ، فَقُلْنَا له: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلا تُخْبِرْهُ من نَحْنُ: أيجزئ عَنِّي أَنْ أَجْعَلَ صَدَقَتِى في زَوْجِي وَبَنِي أَخِي أَيْتَامٍ؟ فَأَتَى بِلالٌ النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر له فقال: أَيُّ الزَّيانِبِ؟ قال: امْرَأَةُ عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ وامرأة مِنَ الأَنْصَارِ، فقال رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَخْبِرْهَا أَنَّ لها أَجْرَان أَجْرُ الصَّدَقَةِ وَأَجْرُ الْقَرَابَةِ.
(٢) انظر: البداية والنهاية: (١٠/ ٩٥).

<<  <   >  >>