للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو عبد الله: يحيى بن سعيد ينفيه، أَبَى أن يحدِّثني به، وقد كان سمعه من ثور، قال: فسمعته من أبي عاصم.

وقاعدة مذهبه: أنه إذا سئل عن حكم فأجاب فيه بنص يدل على أن جوابه بالنص دليل على أنه قائل به، لأنه ذكره في معرض الجواب، فهو متضمن للجواب والاستدلال معًا، وأما ما ذكره عن يحيى بن سعيد، فإنما هو بيان لما وقع من الشبهة في الحديث" (١).

ثم اعلم أن حديث الصماء أُعِلَّ بأمور:

أحدها: بالاضطراب، حيث روي عن عبد الله بن بسر عنها وعنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعن أبيه بسر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن الصماء عن عائشة أم المؤمنين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال النسائي: وهذه أحاديث مضطربة.

قال ابن الملقن: "ولك أن تقول وإن كانت مضطربة فهو اضطراب غير قادح، فإن عبد الله بن بسر صحابي، وكذا والده والصماء ممن ذكرهم في الصحابة ابن حبان في أوائل "الثقات"، فتارة سمعه من أبيه، وتارة من أخته، وتارة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتارة سمعته أخته من عائشة، وسمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قال عبد الحق: وقيل في هذا الحديث عن عبد الله بن بسر عن عمته الصماء، قال: وهو أصح.

قلت: وأخرجه من هذا الطريق البيهقي في سننه.

وقال الدارقطني في "سننه": إن الصحيح عن عبد الله بن بسر عن أخته الصماء" (٢).


(١) انظر: "تهذيب السنن" (٧/ ٥٠).
(٢) انظر: "البدر المنير" (٥/ ٧٦٣).

<<  <   >  >>